مصراوي – خاص - الكتابة الكوميدية فى أزمة شديدة، والدليل تراجع أفلام الكوميديا فى السينما بسبب ضعف النصوص وإصرار الكوميديانات على التعامل مع الفيلم على طريقة تسليم المفتاح، فالنجم يقوم بدور توأم أو ربما ثلاثة أو أربعة أو حتى سبعة شخصيات فى الفيلم، حتى يبقى وحيداً فى الكادر، ولا يشاهد الجمهور ممثلاً آخر يلفت انتباههم، والنتيجة كانت إفلاساً كوميدياً وانصرافاً جماهيرياً عن أفلام الكوميديا، وعودة الأكشن والواقعية السوداء إلى الأفلام.
أما فى التليفزيون فالحالة أصعب، والمسلسلات الكوميدية التى كانت علامة من علامات رمضان، أيام “على بيه مظهر”، و”شرارة”، و“سنبل”، و”عيون”، و”أحلام الفتى الطائر”، اختفت تقريباً، ليحل محلها ما يسمونه بمسلسلات “السيت كوم”، وهى فى معظمها ضعيفة المستوى، فيما عدا ثلاثة أو أربعة مسلسلات، لا تزال تحتفظ بالبريق والتماسك الفنى، مثل “تامر وشوقية” و“راجل وست ستات”.
أما بقية “السيت كوم” فهى مسلسلات مصنوعة على عجل للحاق بقطار العرض فى رمضان، وكُتابها يلجأون إلى اصطناع مواقف كوميدية غاية فى الاستظراف، والاستخفاف بعقول الناس، وبها أيضاً ألفاظ وتلميحات كثيرة خادشة للحياء، ولا أعرف كيف لم تنتبه لها الرقابة، وخاصة فى مسلسل “العيادة” الذى يحفل بالإفيهات المكشوفة..
ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن تحل مسلسلات “السيت كوم” بديلاً للمسلسلات الكوميدية الجميلة التى اختفت بسبب عدم وجود نصوص كوميدية جيدة، رغم كثرة نجوم الكوميديا.
وتبقى البرامج الكوميدية، وهى مهزلة كبرى، وتقليعة واحدة بدأتها قناة “موجة كوميدى” برنامج لتقليد المشاهير والسخرية منهم، ثم قلدتها بقية القنوات، وقدم عزب شو برنامجاً شبيهاً على النايل كوميدى، ثم انهالت علينا البرامج المشابهة لهذا البرنامج وكأنها طوفان.
وقناة النايل كوميدى تحديداً تحتاج إلى وقفة لمراجعة مستوى بعض البرامج مثل “دروس كوميدية”، و”كرسى فى الكليب” للمونولوجيست فيصل خورشيد، وهى برامج يحاول أصحابها “زغزغة” المشاهد ولكزه بالكوع فى بطنه، حتى يضحك بالعافية، والنتيجة طبعاً عكسية، فلا أحد يضحك، ولا أحد يشاهد هذه البرامج التى تعتمد على ممثلين ثانويين، أو نجوم إضحاك راحت عليهم ولم يعد لهم وجود فى سوق الفن الآن، وتغرى أجورهم الضعيفة المسئولين عن بعض القنوات المحلية للاستعانة بهم، لتعذيب المشاهدين ببرامج أقل ما يقال عنها إنها سخيفة ومملة.
ولابد أن يعيد المسئولون عن القناة النظر فى مثل هذه البرامج، وإذا لم تكن الميزانية تسمح بالاستعانة بكُتاب كوميديا وفنانين جيدين لتقديم البرامج، فيجب الاكتفاء بعرض الأفلام والمسرحيات والمسلسلات الكوميدية القديمة والجديدة، والتى يحبها الناس وتعرضها القناة باستمرار، مما أتاح لها نسبة مشاهدة عالية، أما الاستظراف وحرق دم المشاهد باسم الكوميديا، فلا داعى له، على الأقل خلال الشهر الكريم!.
اقرأ أيضا:
أشرف عبد الباقى: (أبو ضحكة جنان) ليس ساذجا ..و(السيت كوم) مستقبل الكوميديا